عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

تناقض مبادئ هدى شعراوي.. الوجه الآخر لرمز الدفاع عن حقوق المرأة

وجه آخر

عمرو دياب عبدالفتاح

3/12/20251 دقيقة قراءة

هدى شعراوي.. رمز النضال والدفاع عن حقوق المرأة

عُرفت نور الهدى محمد سلطان شعراوي، ابنة محمد سلطان باشا، رئيس مجلس النواب المصري الأول في عهد الخديوي توفيق، بأنها إحدى رائدات الحركة النسوية في مصر. وُلِدت في محافظة المنيا وأسست الاتحاد النسائي المصري، حيث ناضلت من أجل حقوق المرأة في التعليم، العمل، والمشاركة السياسية.

تلقت تعليمها في سن مبكرة، ودرست العديد من المواد مثل النحو والخط بعدة لغات، كما ختمت حفظ القرآن الكريم في سن التاسعة.

الوجه الآخر لهدى شعراوي

بدأت القصة عندما أقامت هدى شعراوي حفلًا في منزلها، دعت إليه عددًا من السياسيين والفنانين، من بينهم المطربة فاطمة سري، التي طُلب منها إحياء الحفل. كان من بين الحضور محمد شعراوي، نجل هدى شعراوي، الذي أُعجب بفاطمة سري، وسرعان ما تطورت العلاقة بينهما إلى زواج عرفي، دون علم والدته.

بعد فترة، حملت فاطمة سري بطفلة من محمد شعراوي، وهنا بدأت الأزمة، إذ خشيت هدى شعراوي على مكانتها الاجتماعية وسمعة عائلتها الأرستقراطية. بدت القضية بالنسبة لها فضيحة يجب التعامل معها بأي وسيلة، حتى لو تعارضت مع المبادئ التي نادت بها طوال حياتها.

"هددتني هدى شعراوي بتلفيق قضية دعارة لي إن لم أبتعد عن ابنها، لكنني رفضت"، هكذا روت فاطمة سري لاحقًا في تصريحاتها، مؤكدةً أن التهديدات لم تتوقف عند حد الكلام، بل تحولت إلى بلاغات رسمية ضدها.

حاولت فاطمة إجهاض الجنين، لكن الطبيب حذَّرها من خطورة ذلك على حياتها. وعندما علم محمد شعراوي بالأمر، أصرَّ على الاحتفاظ بالجنين، وكتب إقرارًا يعترف فيه بزواجهما. لكن عندما علمت والدته بذلك، ثارت عليه واتهمته بمحاولة قتلها.

هروب محمد شعراوي وإنكار طفلته

وضعت فاطمة سري مولودتها ليلى شعراوي، وهنا وجد الأب نفسه أمام خيارين: إما الاعتراف بابنته ومواجهة والدته، أو الهروب. فاختار الحل الثاني، وسافر إلى أوروبا، لكنه لم يقطع علاقته بفاطمة، إذ ظل يرسل لها رسائل مليئة بالوعود، طالبًا منها اللحاق به. لكنها كلما سافرت إليه، لم تجده، إلى أن أدركت أنه كان يتهرب منها.

عادت فاطمة إلى مصر متخفية، خوفًا على طفلتها من بطش هدى شعراوي، لكن عندما عاد محمد شعراوي، طلب منها نسخة من الإقرار الذي يُثبت زواجهما، ووعدها بالتواصل صباحًا، لكنه لم يفِ بوعده، بل أساء معاملتها عندما حاولت الاتصال به.

بعد تجاهل محمد شعراوي لها، أرسلت فاطمة سري رسالة إلى هدى شعراوي، تطلب منها التدخل لإنصافها، مهددةً باللجوء إلى القضاء. لكن بدلاً من مساندتها، اعتبرت هدى شعراوي الرسالة إعلانًا للحرب، وبدأت معركة قضائية طويلة حاولت فيها إنكار نسب حفيدتها.

لكن العدالة أنصفت فاطمة سري في النهاية، إذ حكمت المحكمة لصالحها، وأُجبر محمد شعراوي على الاعتراف بابنته، وسُجلت رسميًا باسم والدها. ومع انتشار القضية، تضررت صورة هدى شعراوي، التي طالما نادت بحقوق المرأة، لكنها في النهاية حاربت امرأة أخرى فقط لحماية سمعة عائلتها.