عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
ياسر الحزيمي: نموذج جديد للداعية غير التقليدي
تقرير
المراية
ندي يونس
5/17/20251 دقيقة قراءة


في عالمٍ مزدحمٍ بالأصوات، قلّما تجد من يتحدث إلى قلبك لا إلى عقلك فقط، ياسر الحزيمي، ذلك الصوت الهادئ الذي لا يرفع نبرة صوته ليُسمع، بل يقترب ببساطة وصدق، ويترك أثرًا لا يُنسى، لا هو داعية تقليدي، ولا مدرب تنمية بشرية من النمط المستهلك، بل حالة خاصة تجمع بين الجدية والدفء، بين القيم الدينية والثقافة النفسية، في توازنٍ نادرٍ في مشهدنا العربي.
من خلفيةٍ تعليميةٍ في اللغة العربية، ومسيرةٍ مهنيةٍ في التعليم والتدريب، استطاع الحزيمي أن يصنع لنفسه هوية تجمع بين الرزانة والبساطة، هو يتحدث عن مفاهيم عميقة مثل النضج، والحب، والعلاقات، والطفولة، والحدود النفسية، بلغة واضحة، خالية من التعقيد والتنظير.
لا يقدّم نفسه كشيخ، ولا يستخدم خطاب الوعظ المباشر، لكنه في كل كلمة يرسّخ قيمًا دينية راسخة، دون أن يُشعر المستمع بأنه في محاضرة دينية، بل كأن الحديث يدور بين صديقين.
نجاح الحزيمي لا يعود فقط إلى ما يقوله، بل إلى كيف يقوله، فهو يستثمر في تقديم الإسلام من مدخل نفسي وسلوكي، لا فقط من زاوية الحلال والحرام، حين يتحدث عن الحب الناضج، أو عن المسؤولية في الزواج، أو عن أهمية معرفة الذات قبل البحث عن شريك، فهو لا يستند فقط إلى علم النفس، بل يربط كل ذلك بالقيم الدينية، هكذا يصنع الحزيمي محتوى يجمع بين الحديث العصري والمرجعية الأخلاقية، في خطاب يصلح لمجتمع يبحث عن التوازن بين الإيمان والواقعية.
ربما لأن حديثه لا يجلد، ولا يسخر، ولا يتصنّع، لا يضع نفسه في موضع المعلم الصارم، بل كأخٍ كبيرٍ يحكي من واقع الحياة.
حلقته الشهيرة في بودكاست "فنجان"، بعنوان "كيف تنجح العلاقات؟"، والتي حصدت أكثر من 130 مليون مشاهدة، لم تكن مجرد درس في العلاقات، بل لحظة كشف جماعي لجيل بأكمله يبحث عن نضج عاطفي وسلام داخلي.
الثقة به نابعة من اتساقه، لا يقدّم حلولًا سريعة، ولا شعاراتٍ رنّانة، بل يدعو للتدرج، والصبر، وفهم النفس.
في زمنٍ تزدحم فيه النصائح، وتضيع الأصوات الصادقة، يلمع صوت مثل ياسر الحزيمي ليقول لنا:
ليس بالضرورة أن تكون قاسيًا لتُسمَع، ولا صاخبًا لتُحترَم، قد لا يكون نبيًّا في زمن الضجيج، لكنه بالتأكيد صوتٌ رشيد في زمنٍ اختلطت فيه الأصوات، وربما يكون هذا ما نحتاجه فعلًا؛ لا من يدلّنا على الطريق، بل من يذكّرنا أن لنا أقدامًا نسير بها، وعقلًا نُميز به، وقلبًا لا ينبغي أن نكتم صوته.