عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

ظاهرة "محمد رمضان"

مقال

خط النار

شهد عبدالفتاح

4/14/20251 دقيقة قراءة

محمد رمضان لا يتوقف عن إثارة الجدل بسبب أفعاله وتصرفاته، دائمًا يُشحَن الجمهور ضده، لكن سرعان ما يهدأ، فهو يعتمد على أن "ذاكرة العوام ثلاثة أيام". يُدرك رمضان جيدًا أن أغلب متابعيه ومحبيه من فئة الشباب صغار السن الذين ينبهرون بتصرفاته ويرغبون في تقليدها، لذلك هو لا يبالي بغضب العقلاء تجاهه، وهذا ما يجعله يتمادى في تصرفاته ويضرب بغضب الناس عرض الحائط.

لكن المشكلة الحقيقية لا تكمن في محمد رمضان كشخص، وإنما تكمن في محمد رمضان كظاهرة.

العِلم هو السبيل الوحيد للخلاص من هذه الظاهرة، فتغييب العلماء عن الساحة، مع فتح كل الطرقات للجهل، خلق جيلًا أشبه بمسخ، لا يريد أن يتعلّم ولا يريد أن يعرف، لا يرغب إلا في الشهرة وجني المال، حتى وإن كان ذلك بالتخلي عن أخلاقه ومبادئه.

لست من أنصار نظرية المؤامرة، ولكن أتساءل دائمًا: لمصلحة من يحدث كل ذلك؟! هل من مستفيد؟! فالشعوب لا يمكن أن تتقدم إلا بالعلم والعلماء.

عندما أتحدث إلى شاب في مقتبل عمره وأنصحه أن يهتم بدراسته، يكون ردّه: "هعمل إيه بالتعليم؟"، ويسرد لي قصصًا وروايات عن شخصيات لا تعرف للعلم سبيلًا، لكنها، بمقاييس المجتمع اليوم، ناجحة! ويسرد لي قصصًا لعلماء لكن مهمشين!

يتوقف عقلي عن التفكير في ذلك الوقت، لا أعرف بماذا أجيبه! أعلم جيدًا أنه الفائز في هذا النقاش، لا مفر، فأجد نفسي أنسحب حتى قبل أن يبدأ، وأنا أردد في داخلي عبارة: "عنده حق". فكم من أُناسٍ أفنوا أعمارهم في طلب العلم، لكنهم ظُلموا ولم يكن لهم ذكر.

يزيد إيماني يوميًا بعبارات الإمام الشافعي:

"تموتُ الأُسْدُ في الغاباتِ جوعًا، ولحمُ الضأنِ تأكله الكلابُ

وذو جهلٍ قد ينام على حريرٍ، وذو علمٍ مفارشه الترابُ".

حتى تسخير الإعلام في المجتمع لتسليط الضوء على النماذج السلبية، وتتفيه الإعلام بشكل كبير، أيضًا جزء من محاولة تغييب الوعي، فالإعلام يصنع الرأي العام ويوجهه، فلماذا إذن لا نسلّط الضوء على علماء ومبتكرين ونُعلي من قدرهم؟ ولماذا لا نهتم بقطاع التعليم ونرعى الباحثين؟!

تتفيه المجتمع صناعة، وليست محض صدفة، وهذا تحديدًا ما تحدث عنه الكاتب الكندي "آلان دونو" في كتابه "نظام التفاهة"، حيث شرح كيف أن صناعة المجتمعات التافهة عملية ممنهجة، تحمل في داخلها أهدافًا تسعى جهات معيّنة لتحقيقها، بمحاولة إلهاء الشعوب عن أمورهم المهمة، فليس من مصلحتهم أن يستفيق الرأي العام.

فالجيل المُغيّب، الذي لا يعرف تاريخه أو جغرافيته، لا يعرف ماضيه أو حتى حاضره، لا يعلم ماذا يحدث من حوله ولا يريد أن يعلم، حتى إن مستقبله ليس له ملامح، وشخصيته معدومة، ومبادئه مسلوبة، يسير خلف جلاده كالذي يتخبطه الشيطانُ من المس.

أعتقد أن هذا الوضع مريح للبعض، فمن لا يعرف حقوقه، كيف يطالب بها؟!