عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
زوزو ماضي بين الأضواء والظلال.. ذكرى وفاة السيدة الأرستقراطية التي ذاقت مرارة السجن
تقرير
وجه آخر
ندى محمد
4/10/20251 دقيقة قراءة


يحل اليوم الأربعاء 9 أبريل، ذكرى وفاة الفنانة زوزو ماضي، التي اشتهرت بأدوارها الأرستقراطية، في زمن كان فيه دخول المرأة إلى عالم الفن مخاطرة ، شقت طريقها وسط التحديات، وأصبحت من أبرز نجمات عصرها، تاركة تاريخًا لا يُنسى في أذهان الجمهور، حياتها لم تكن مجرد رحلة فنية، بل سلسلة من المحطات القاسية، بين زواج إجباري، وعلاقة مع الشاعر إبراهيم ناجي، وسجن ظالم، ومحاولة انتحار، وانتهاءً برحلة علاجية لم تكتمل.
ولدت زوزو ماضي لأسرة ثرية في بني سويف بشمال الصعيد، كان والداها يحرصان على تلبية جميع مطالبها، فجلب لها والدها مربية سويسرية علمتها الإنجليزية والفرنسية والألمانية، والتحقت بمدارس الفرنسيسكان، وكانت تعزف على البيانو، واسمها الحقيقي هو "فتنة داود سليمان أبو ماضي".
عاشت سنوات مليئة بالسعادة والحرية والانطلاق، وظنت أن حياتها ستسير على هذا النحو، ولكن عندما أتمت عامها الرابع عشر، أجبرها والدها على الزواج من ابن عمها نيقولا، الذي كان يكبرها بسنوات عديدة، بسبب "نذر" قديم منذ ولادتها، رغم رفضها الشديد ومحاولتها للانتحار، أُجبرت على الزواج، وأنجبت منه ابنتها إيفون وابنها أنطوان.
رأت إعلانًا في إحدى الجرائد يفيد بأن المخرج محمد كريم يطلب ممثلة تؤدي دور شقيقة الفنان محمد عبد الوهاب في فيلم "يحيا الحب"، وعندما أخبرت والدها رفض بشدة، لكنها استطاعت إقناع زوجها، فوافق وسافرت إلى القاهرة، واستأجرت غرفة مفروشة في وسط البلد.
في مذكراته، تحدث محمد كريم عن بداية تعرفه على زوزو ماضي، موضحًا أن مصطفى القشاشي هو من رشحها للدور، أُعجب بنبرات صوتها وثقافتها ولباقتها، لكنه رأى أن عيبها الوحيد كان "قوامها"، قائلاً إنها كانت "مليانة أكثر مما ينبغي".
وعدته زوزو أن تنقص من وزنها، وبعد فترة عادت له وكان معه الفنان عبد الوارث عسر، ورغم أنها لم تفقد وزنها، قالت له: "أنا مت من الجوع طول الشهرين دول يا أستاذ كريم"، ليُعلق عبد الوارث عسر: "ولا تخينة ولا حاجة.. حلوة كده". انضمت للفيلم الذي حقق نجاحًا كبيرًا، وتلقت بعده العديد من العروض.
خلال لقاء في ماسبيرو زمان، قالت إنها تحب الشعر كثيرًا لكنها لا تستطيع حفظه ، وكشفت عن صلتها بالشاعر إيليا أبو ماضي، قائلة إنه ابن عم والدها.
عن علاقتها بإبراهيم ناجي، قالت إن كل أعماله رائعة، وإن "الأطلال" ليست الأفضل، لكنها كانت الأشهر لأن كوكب الشرق أم كلثوم هي من غنتها، نفت أن تكون ملهمته للقصيدة، رغم انتشار الشائعات، وأوضحت أن علاقتهما بدأت بخطابات متبادلة بعد أن رأى صورتها مع زوجة شقيقه محمد ناجي، ثم التقيا لأول مرة في الإسكندرية.
قالت إن إبراهيم ناجي، الذي كان طبيب أمراض باطنة شهيرًا، كان يكتب كل ما يشعر به على أي ورقة أمامه، سواء مناديل أو علب سجائر أو حتى روشتات عيادته.
رغم شيوع أن زوزو ماضي كانت ملهمة "الأطلال"، نفت حفيدة ناجي، الدكتورة سامية محرز، هذا الكلام في كتابها "إبراهيم ناجي.. زيارة حميمية تأخرت كثيرًا"، وقالت إن ملهمة القصيدة كانت السيدة "علية الطوير"، جارة ناجي في شبابه، والتي علمته الفرنسية، وذكرها في مذكراته بحروف "ع.م".
علية الطوير سافرت بعد زواجها، وتواصلت سامية مع ابنتها وأحفادها، لتكتشف أن اسم ابنة علية هو "أميرة"، نفس اسم والدة سامية، وهو ما لفت نظرها وأكد لها العلاقة بين الجد وحبيبته الأولى.
لكن هناك رأي آخر، الكاتب الراحل صالح جودت، رئيس تحرير مجلة الهلال، كتب مقالًا في عام 1948، قال فيه إنه كان حاضرًا جلسة ضمت إبراهيم ناجي وعددًا من الفنانين، وتحدث فيها ناجي عن مشاعره الخاصة تجاه زوزو ماضي، وأضاف أن ناجي أصيب بضيق شديد عندما علم بزواجها من مليونير إنجليزي، رغم أن الزواج لم يدم طويلًا.
وفي عام 1980، قالت زوزو ماضي، في حوار مع طارق الشناوي بمجلة روزاليوسف، إنها بالفعل ملهمة "الأطلال"، وإن ابنة ناجي "أميرة" قالت ذلك أكثر من مرة ، ونفت أن تكون زوزو حمدي الحكيم هي الملهمة كما هو شائع.
انفصلت عن زوجها الأول في منتصف الخمسينيات بسبب كرهها الشديد له، ثم تزوجت رجل الأعمال الإنجليزي "وندل ثابر"، لكن الزواج لم يستمر سوى عدة أشهر.
كانت الزيجة الثالثة هي الأسوأ، حيث تعرفت في إحدى السهرات على رجل الأعمال "كمال عبد العزيز"، وتزوجته بعد عشرة أيام فقط. وبعد تسعة أشهر، تم القبض عليهما بتهمة تجارة وتهريب المخدرات ، قضت زوزو تسعة أشهر في الحبس الاحتياطي قبل أن تبرأها المحكمة في مارس 1957، أما زوجها فحُكم عليه بالمؤبد مع الأشغال الشاقة، وطلبت منه الطلاق.
واجهت أزمة مع ابنتها إيفون بسبب سلوكها وسهراتها وسفرها المتكرر، حاولت منعها، لكن الابنة تمردت وغادرت المنزل ، لم تتحمل زوزو ماضي هذه الصدمة، فتناولت كمية كبيرة من الأقراص المنومة محاولةً الانتحار، لكن تم إنقاذها في اللحظات الأخيرة.
في نهاية عام 1980، أُصيبت بقرحة في المعدة، وسافرت للعلاج بين باريس وسويسرا، لكنها لم تكمل رحلة العلاج، ورحلت عن عالمنا في أبريل 1982، تاركة خلفها مشوارًا فنيًا لا يُنسى.