عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.

الملحد في مرمى الرقابة.. إبراهيم عيسى يتحدى سياسة المنع وتحديات الفن

سلسلة تقارير : فنانون في مواجهة الرقابة

خط النار

ندى محمد

5/18/20251 دقيقة قراءة

يُعرف الكاتب والإعلامي إبراهيم عيسى بمواقفه الجريئة وكتاباته المثيرة للجدل، خاصة حين يتعلق الأمر بالدين والفكر النقدي ، عبر مسيرته الطويلة، لم يتردد في طرح قضايا شائكة، ما جعله في مرمى الانتقادات والهجوم المتكرر من تيارات دينية ومحافظة ، أحدث محطاته في هذا الصراع كان فيلم "الملحد"، الذي كتب له السيناريو وواجه قرارًا رسميًا بمنع عرضه بعد موجة من الغضب والاتهامات بالتحريض على الإلحاد.

رغم حصول الفيلم على موافقة من الرقابة وتصنيفه العمري (+16)، إلا أن الضغوط المجتمعية والدعوات القضائية انتهت بقرار من المحكمة الإدارية بإلغاء ترخيصه، ويرى كثيرون في هذا المنع استمرارًا لمسلسل التضييق على حرية التعبير، خاصة حين يكون اسم إبراهيم عيسى حاضرًا، بما يحمله من دلالات على المواجهة المستمرة بين الفكر الديني السائد ومحاولات التجديد أو النقد.

جدل رقابي وهجوم جماهيري قبل العرض

صرح مخرج الفيلم ماندو العدل في تصريحات صحفية أنه واجه صعوبات كبيرة للحصول على الترخيص الرقابي، حيث شاهدت الرقابة العمل أكثر من مرة، وترددت كثيرًا في منحه التصريح بسبب طبيعة الموضوع الذي يتناوله، لما يحمله من طرح ديني جريء. وبعد أن استقر صناع الفيلم على موعد نهائي لطرحه في دور العرض، وأُطلق الإعلان الرسمي، فوجئوا بموجة من الهجوم الحاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ اعتبر عدد من المتابعين أن البرومو يتضمن إساءة للدين الإسلامي، وطالبوا بمنع عرضه بشكل كامل.

تأجيل رقابي وحكم قضائي يُنهي مصير الفيلم

قررت الرقابة التدخل لاحتواء الجدل المتصاعد وتأجيل عرض الفيلم، إلا أن هذا القرار لم يرضِ قطاعًا من الجمهور الذي واصل الهجوم وأصر على منعه نهائيًا ، وتصاعدت الأحداث حتى وصلت إلى رفع دعاوى قضائية تطالب بوقف عرض الفيلم.

أصدرت محكمة القضاء الإداري حكمًا بإلغاء ترخيص عرض فيلم "الملحد"، استجابة للدعاوى التي تطالب بوقف العمل بسبب إساءته للدين الإسلامي وتهديده للقيم المجتمعية ، واستندت المحكمة في قرارها إلى ما رأت أنه تجاوز للثوابت الدينية التي يكفل الدستور حمايتها، مما شكّل عائقًا كبيرًا أمام الفيلم ومنع وصوله إلى الجمهور في دور العرض.

إبراهيم عيسى.. الفن أكبر من أي رقابة

قرر إبراهيم عيسى الخروج عن صمته من بداية الهجوم حتى انتشار أنباء منع عرض فيلمه، وعلق على حسابه على "إكس"، مشيرًا إلى تاريخ الأعمال التي تم منعها في الماضي، مؤكدًا أن سياسة المنع لم تنجح في أي مرحلة من المراحل ، وكتب قائلاً: "ماذا فعل نجيب محفوظ عندما مُنعت أولاد حارتنا؟ كتب رواية جديدة".

وأضاف: "وماذا فعل عبد الرحمن الشرقاوي عندما مُنعت مسرحيته الحسين ثائرًا؟ كتب مسرحية جديدة، ورغم المنع، استمرت أولاد حارتنا والحسين ثائرًا في الأجيال التالية، وكلماتهم ظلت خالدة في الذاكرة".

وتابع عيسى عن "الملحد": "الفن دائمًا يتفوق على المنع والمصاعب، حتى على الموت ، قد يرحل المفكر، لكن أفكاره تبقى، وقد يختفي الفنان، لكن فنه يظل حيًا".

وفي تدوينة أخرى، نشر عيسى نصًا من أحد مشاهد "الملحد"، الذي يُظهر حوارًا بين ابن يحمل أفكارًا ملحدة ووالدته التي تطلب منه التظاهر بالعكس للنجاة من مصير مجهول، والأب الذي يعاني من صراع داخلي بين حبه لابنه وكراهيته لأفكاره ورغبته في معاقبته.

"الملحد".. صراع الإيمان والتمرد في قلب الأسرة المصرية

الفيلم يستعرض قضايا الإيمان والشك، ويطرح تساؤلات حول الحرية الفكرية في مواجهة التقاليد الدينية، ويُظهر التحديات النفسية التي قد يواجهها الأفراد عند اتخاذ مواقف تختلف عن معايير مجتمعهم الدينية.

وتدور الأحداث حول شخصية يحيى، شاب من عائلة محافظة دينيًا، يعاني من صراع داخلي مع معتقداته الدينية. يحيى، الذي يعمل طبيبًا، يبدأ في التشكيك في الدين ويقرر الإعلان عن إلحاده، مما يؤدي إلى مواجهة شديدة مع والده، الذي ينتمي إلى تيار ديني متشدد ، هذا الصراع يضع يحيى في مواجهة مع مجتمعه وعائلته، حيث تصر والدته على إقناعه بالعدول عن أفكاره حفاظًا على استقرار الأسرة، بينما يظل والده في صراع مرير بين حبه لابنه ورفضه لأفكاره.

مع تصاعد الأزمة، تسعى عائلة يحيى إلى تدخل أفراد آخرين لحل المشكلة، بما في ذلك طبيب نفسي وعم يحيى الذي يحاول التأثير عليه، لكن يحيى يستمر في تمرده، مما يخلق صدامات جديدة في حياته