عاجل: اندلاع حريق في مصنع كيماويات بمركز بلبيس في الشرقية والدفع بسيارات إطفاء لإخماد النيران وفق صحف محلية.
لام شمسية .. الحقيقة التي تُكتب و لا تُنطق
مقال
باروميتر
ميادة عيسى
3/24/20251 دقيقة قراءة


لم يكن "لام شمسية" مجرد مسلسل درامي آخر في رمضان. منذ اللحظة الأولى، كنت أشعر أنني أمام عمل يقتحم المسكوت عنه، عمل لا يخشى الخوض في قضايا شائكة، حتى لو ترك المشاهدين في صدمة. عندما شاهدت المشهد الذي أرسل فيه الطفل يوسف رسالة إلى "عمو وسام"، صديق والده المتهم بالتحرش به، كنت أعلم أن هذا العمل لن يكون سهلًا على أحد.
كل شيء بدأ بهدوء، منزل دافئ تعيش فيه نيللي وزوجها طارق، تحضيرات لعيد ميلاد طفل صغير، لكنه ليس ككل الأطفال. يوسف يحمل في تصرفاته سرًّا لا يستطيع البوح به، وعندما تبدأ نيللي بملاحظة ذلك، تتحول القصة إلى دوامة من الشك والخوف والاتهام. مشهد واحد كان كفيلًا بتغيير كل شيء، عندما رأت نيللي وسام يحتضن الطفل بطريقة مريبة، نظرة واحدة كانت كافية لتبدأ المواجهة، مواجهة ليست فقط مع المتحرش، بل مع المجتمع الذي يفضل الصمت على فتح الجروح.
"لام شمسية" لم يأتِ من فراغ. هذه القصة، رغم صدمتها، ليست جديدة. نفس الصدمة شعرت بها وأنا أشاهد فيلم "678"، عندما قررت ثلاث نساء كسر جدار الصمت حول التحرش، فقط ليجدن أن المجتمع يفضل إخفاء المشكلة بدلًا من حلها.
ما يفعله "لام شمسية" ليس مجرد إثارة للجدل، بل هو إجبارنا على رؤية ما نحاول تجاهله.
كيف يمكن لشخص مثل وسام، مدرس مثالي وأب وزوج، أن يكون متحرشًا؟ كيف يمكن للخطر أن يكون أقرب مما نظن؟ المسلسل لم يعطِ إجابات سهلة، بل وضعنا أمام الحقيقة بكل قسوتها.
لكن الأصعب لم يكن اتهام وسام، بل صمت يوسف. هذا الطفل الذي لا يستطيع تفسير ما يحدث له، لا يستطيع فهم كيف يمكن لشخص يحبه أن يكون مصدر أذاه.
مشاعره المتناقضة تتركنا أمام سؤال مؤلم: كم طفلًا آخر يعيش نفس التجربة، لكنه لا يجد من يلاحظ نظراته المرتبكة أو تصرفاته المضطربة؟
لم ينتهِ "لام شمسية"، وما زالت الأحداث تتصاعد، لكن السؤال الحقيقي ليس عن مصير الشخصيات، بل عن مصير الحقيقة نفسها. هل نحن مستعدون لرؤيتها؟ أم أننا، كما في كل مرة، سنفضل أن تبقى مخفية، مثل "اللام الشمسية"، التي تُكتب ولا تُنطق، موجودة لكنها لا تُرى؟